تعد القاهرة عاصمة مصر التاريخية وأكبر مدنها وتتميز بتراث تاريخي وأثري عريق نتيجة لتنوع الحضارات التي اتخذتها عاصمة منذ عهد الفراعنة وحتى العصر الحالي. كانت القاهرة محل صراعات وأطماع العديد من القوى العالمية وتعتبر من اقدم المناطق التي ظلت ماهولة بالسكان بصفة مستمرة في العالم. إذا كنت قادمًا لزيارة القاهرة وكنت من محبي التاريخ والآثار فستجد عشرات المتاحف التي توفر لك كل المعلومات عن جميع الحضارات المصرية القديمة والحديثة. يضم كل متحف مقتنيات نادرة وذات أهمية تاريخية كبيرة مما سيثري رصيدك المعرفي والتاريخي عن القاهرة ومصر ككل. تتوفر رحلات الرياض القاهرة بأسعار مناسبة وجدول رحلات متنوع مع توفر كل المرافق لراحة المسافرين. تابع معنا هذا المقال للتعرف على أهم متاحف القاهرة.
متحف ام كلثوم:
سعيًا من حكومة مصر لتخليد ذكرى المطربة العربية الشهيرة كوكب الشرق "ام كلثوم" قامت وزارة الثقافة بافتتاح متحف خاص بالسيدة أم كلثوم سنة 1998 لعرض كل المقتنيات التي تتعلق بها سواء كانت شخصية أو فنية لتعريف الاجيال بالفن الرائع الذي كانت تقدمه وتطرب به الأسماع في الوطن العربي. وقع الاختيار على قسم من قصر المانسترلي الشهير في جزيرة الروضة على النيل ليكون متحف أم كلثوم الذي سيعرض تاريخها الحافل بالفن والعطاء. تبلغ مساحة المتحف 250 متر مربع وتتوسطه حديقة جميلة. من بين التحف والمقتنيات التي يمكنك الاطلاع عليها في قصر ام كلثوم نجد أدوات خاصة، احذية، حقائب، اكسسوارات، افلام، تسجيلات صوتية نادرة، نوتات موسيقية وعود وغير ذلك الكثير. كما تم عرض العديد من الاوسمة والجوائز التي حظيت بها السيدة أم كلثوم من طرف الزعماء العرب نظير تقديمها حفلات موسيقية في تلك البلدان. يتألف المتحف من العديد من الأقسام تشمل قاعة البانوراما، قاعة المكتبة السمعبصرية، قاعة السينما والقاعة الرئيسية.
المتحف المصري:
يعتبر هذا المعلم الرائع من أهم متاحف مصر لانه يعرض كنوزًا تاريخية لا تقدر بثمن. هنا ترقد المومياوات الفرعونية ويتم عرض تماثيل ذات قيمة تاريخية كبيرة يعود تاريخها الى 7 الاف سنة مضت. المبنى في حد ذاته رائع من الداخل والخارج ويعود تشييده الى سنة 1902م. يقع المتحف المصري في وسط العاصمة القاهرة في الجهة الشمالية لميدان التحرير القلب النابض للمدينة. عند وصولك الى المكان ستندهش من الساحة الكبيرة التي تتوسطها بحيرة اصطناعية بها زهور اللوتس. المدخل مهيب ورائع حيث يضم عمودين يونانيين وفي الاعلى نصف تمثال للإلهة حتحور. كما يوجد تمثالين للالهة ايزيس واحد على اليمين والآخر على اليسار. يتكون المتحف المصري من طابقين، يعرض الطابق الأرضي التماثيل العملاقة والتوابيت واللوحات مثل تمثال حتشبسوت، اخناتون، ابو الهول، خفرع، سنوسرت ورمسيس الثاني. بينما ستجد في الطابق الثاني قاعات منفصلة تضم آثار للعصر الحديث من مومياوات ملكية ومجموعة الفرعون الصغير الذهبي توت عنخ امون.
يبلغ إجمالي المعروضات في المتحف المصري أكثر من 150 ألف عنصر تشمل آثار عصور ما قبل التاريخ، عصر التأسيس، عصر الدولة القديمة، عصر الدولة الوسطى، عصر الدولة الحديثة والعصور المتأخرة.
متحف الفن الإسلامي:
هذا هو أكبر متحف للفن الإسلامي في العالم حيث يضم بين جنباته وقاعاته المتعددة أكثر من 100 الف قطعة اثرية متنوعة. يقع متحف الفن الإسلامي في القاهرة التاريخية قرب ميدان باب الخلق ويقدم لزواره لمحة واسعة عن تاريخ الفن الإسلامي منذ دخوله الى مصر. تتوفر عروضات من الاندلس، شمال افريقيا، مصر، الشام، الجزيرة العربية، ايران، الصين والهند. تم تشييد هذا المتحف سنة 1902م من طرف الخديوي توفيق بفكرة من الخديوي إسماعيل وكان يطلق عليه في البداية دار الآثار العربية. وفي سنة 1951 تم تغيير الاسم الى متحف الفن الإسلامي ليشمل معروضات إسلامية من خارج المنطقة العربية. لكل المهتمين بتاريخ الفن الإسلامي هذا المكان مثالي وفريد من نوعه في العالم للتعرف على التاريخ الاسلامي العريق وفنه الجميل الذي يمتع الانظار.
شهد متحف الفن الإسلامي في القاهرة العديد من التوسعات والتحسينات ليصل الى الشكل الحالي. تمت أهم التحسينات ما بين سنتي 1983 و1984 وتم زيادة عدد القاعات الى 25 عاما تعرض مختلف المقتنيات النادرة التي تعرض تاريخ الإسلام على مدى 12 قرنًا هجريًا. بعد التفجير الارهابي الذي استهدف مبنى الشرطة المحاذي له لحقت بالمتحف العديد من الخسائر ليتم اعادة ترميمه وتأهيله ليتم افتتاحه للزوار مرة أخرى سنة 2017.
يفوق عدد القطع الاثرية والمقتنيات في متحف الفن الإسلامي 100 ألف غرض وتتوزع بين الكتب والمخطوطات المكتوبة بالعديد من اللغات منها الفارسية والتركية ليصل عدد الكتب في المتحف الى 13 ألف كتاب. زيادة على الكتب، يمكنك أن تجد هنا مقتنيات متنوعة تشمل الزجاج المزخرف العثماني، الخزف التركي، السجاد الايراني مع منسوجات واختام تبرع بها أمراء مصر في تلك الحقبة.
يحتوي المتحف على مدخلين، يعمل واحد منها فقط وهو المدخل الجنوبي الشرقي والذي يتميز بزخارف فن إسلامي غاية في الروعة تجهزك لما ينتظرك في الداخل من جمال منقطع النظير. تم تقسيم المتحف الى قسمين: الأول خاص تاريخ مصر الإسلامي والآخر خاص بتاريخ الفن الإسلامي للأندلس وشمال افريقيا والاناضول. يحتوي المتحف على العديد من الأقسام حسب المعروضات تشمل قسم العلوم والطب، قسم الفلك والرياضيات، قسم الأسلحة، قسم النسيج، قسم الزجاج، قسم المعادن، قسم الأخشاب، قسم الفخار والخزف وقسم المخطوطات.
المتحف القبطي:
المتحف القبطي هو أحد أشهر متاحف القاهرة حيث يضم أزيد من 20 ألف قطعة اثرية يعود تاريخها الى القرن الرابع ميلادي والتي تخص المسيحيين الذين عاشوا في مصر في ذلك الزمان. توثق المخطوطات الفترة الصعبة التي عاشها أتباع المسيح في ذلك وقت حيث تعرضوا للقتل والملاحقة من الامبراطورية الرومانية قبل أن تعترف بالديانة وتصبح ديانة الدولة. يقع المتحف القبطي في مبنى عريق ذو هندسة معمارية فريدة داخل اسوار حصن بابليون الروماني الذي يعد من أبرز أثار الحضارة الرومانية في المصر.
تم إنشاء المتحف القبطي بايعاز من عالم المصريات وأمين متحف مصر للآثار الفرنسي ماسبيرو الذي كان مهتمًا بتجميع آثار القبطيين في مصر من مختلف مناطق البلاد. في البداية، كان ماسبيرو يجمع المقتنيات القبطية في قسم ضمن المتحف المصري للآثار وبعد أن امتلأت القاعة، طلب انشاء متحف خاصة بالقطع الأثرية القبطية لما لها من أهمية تاريخية. مر المتحف العديد من التحسينات والترميمات نتيجة الأضرار التي لحقت به خلال زلزال 1992، ثم أعيد افتتاحه سنة 2006م.
المتحف القومي للحضارة:
هذا المتحف هو فكرة الملك فاروق التي أراد تجسيدها منذ سنة 1938 والذي تم افتتاحه مؤخرًا بمواصفات المتاحف الكبرى العالمية. يقع المتحف وسط مدينة الفسطاط في مصر القديمة التاريخية التي توالت عليها العديد من الحضارات من الفراعنة الى البابليين الى اليهود والنصارى والفتح الاسلامي. يتكون المتحف القومي للحضارة من عدة طوابق آخرها طابق على شكل هرم يعرض تاريخ مصر القديم على 9 شاشات ثلاثية الأبعاد حيث يمكن للزوار السفر عبر الزمن لمعرفة تاريخ الفراعنة بالصوت والصورة. يمكنك التجول في القاعات التسعة للمتحف التي تم افتتاحها حاليا في انتظار افتتاح قاعة العرض الرئيسية والعديد من قاعات الأخرى في السنوات المقبلة.
