منذ أن بدأت المنتديات السياسية الاقتصادية الاجتماعية خطواتها الأولى قرّرت أن تلامس وجع الناس، وهذا ما جعلها تتبنّى هموم المواطنين، ذلك أنّ الرؤيا العامّة للمنتديات واضحة وشفّافة.
فهي إلى جانب كونها منتديات تُعنى بالشأن السياسي والاقتصادي إلاّ أنّها تولي الجانب الاجتماعي والإنساني حيّزًا هامًّا. وقد أخذت المنتديات على عاتقها مدّ يد المساعدة في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد والتي أثقلت كاهل المواطنين على كافّة الأصعدة.
وإيمانًا بأهمّية العمل الإنساني ورسالته السامية قامت المنتديات بمبادرة مموّلة من الشيخ بهاء الدين رفيق الحريري لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا أعينهم من الرصاص المطّاطي خلال مشاركتهم في التظاهرات في ساحات الثورة، أو أولئك الذين تضرّرت أعينهم جرّاء انفجار مرفأ بيروت الكارثي.
ويوضح الناطق الرسمي بإسم المنتدى السياسي الاقتصادي الاجتماعي الدكتور أمير أبو عديلة أنّ هذه المبادرة جاءت نتيجة تصنيف تركيب العيون الاصطناعيّة بأنّها تجميليّة وبالتالي غياب دعم الجهات الضامنة لمثل هذه الأجهزة "التعويضيّة".
وتابع أبو عديلة، أن فقدان العين يُعتبر أمرًا حسّاسًا ناهيك عن التأثير النفسي الذي يتولّد عند المصاب، لذا كان الإسراع بمثل هذه المبادرات من أولى الإهتمامات.
ويضيف أبو عديلة، بأنّه حتّى الآن تمّ تقديم المساعدات إلى ما يقارب ١٧ شخصًا حيث يستقبلهم المركز الطبي الذي تم التعاون معه بحيث يتمّ فحصهم والبحث في تفاصيل العين الاصطناعيّة من لون وحجم.
ولقد عمل فريق من المنتديات على التواصل مع المصابين بعد الاحصاءات الجادّة التي أجرتها "جمعيّة العناية بالنظر" والتي أسفرت عن تحديد أعداد المصابين ومكان تواجدهم.
ويؤكّد أبو عديلة أنّ هذه الأجهزة التعويضيّة "التجميليّة" مدفوعة بالكامل مهما بلغت تكلفتها.
كلّ ذلك يصبّ في خانة العمل الإنساني الذي يهدف إلى إعادة الحالة النفسيّة للمريض إلى طبيعتها، وزرع الشعور لديه بأنّه أصبح قادرًا على الاندماج في المجتمع دون خجل أو عائق.
كما دعمت المنتديات عمليّات لثلاثة مرضى من المصابين لاسترداد انفصال شبكيّة العين.
أمّا الاختصاصي في صناعة العيون الاصطناعيّة سامر كحيل فيشير إلى أنّ دوره التجميلي يقوم على صناعة عين اصطناعيّة ثلاثيّة الأبعاد التي تضمن حصول المريض على لون طبيعي للعين، وهذه تقنيّة متطوّرة مُعتَمدة حديثًا في لبنان وفي الشرق الأوسط.
مبادرة طيّبة من يدٍ كريمة امتدّت لتعيد الأمل وتزرع النور من جديد في وطن سرقوا منه حتّى الحلم !...
