لكن ما يجب أن تعرفيه أيضاً أنَّ قضائك وقتاً طويلاً مع امرأة أخرى لا يعني أنَّ دورتك الشهرية ستتزامن سريعاً مع دورتها، فقد اتضح أنّه لا توجد أدلة علمية تثبت أنَّ القرب المكاني يتسبب في تزامن دورات الحيض، رغم استمرار هذا الاعتقاد لعقود.
وربما كان أول من روَّج لمصطلح "تزامن الحيض" هي باحثة تدعى مارثا ماكلينتوك، عام 1971، حيث لاحظت حين كانت طالبة في كلية ويلسلي أنها والبنات اللاتي يعشنَّ معها في السكن يتزامنَّ في موعد دوراتهن الشهرية مع مرور الوقت.
وقررت حينها بحث ذلك الموضوع وقضت بالفعل 6 أشهر في تتبع الدورات الشهرية لـ 135 امرأة يعشنَّ في عنبرٍ جامعي، وخلصت إلى أنَّ زميلاتها في الغرفة وصديقاتها المقربات كُنَّ متزامنات في فترة الحيض بشكلٍ كبير.
وتمت الموافقة على بحثها لاحقاً ونُشِرَ بمجلة الطبيعة، لكن بقي تعريف مارثا للتزامن "مهلهلاً للغاية"، حيث لم تقدم في دراستها إثباتاتٍ دامغة تبرهن على فكرة تزامن الحيض بين السيدات.
وربما لم يكن من المستغرب أنَّ غيرها من الباحثين لم يتمكنوا من الوصول لنفس نتائجها، والأكثر من ذلك هو أنَّ منتقدي دراسة مارثا، يرون أنَّ الدورات الشهرية للسيدات لا بدَّ وأن تتداخل من وقتٍ لآخر بغض النظر عن قربهم المكاني من بعضهن البعض.
وأضاف أنَّ ذلك التداخل العرضي قد يحمل في طياته قدراً كبيراً من الحظ إذا تصادف وتزامن بينكِ وبين واحدة من صديقاتك المقربات، لكن ستبقي هناك قناعة كلاسيكية لدى البعض بأنَّ ذلك ليس صدفة لأنهن ينتقين أمثلة قصصية تدعم النظرية القديمة التي تتحدث عن أن تواجد امرأتين في حيز مكاني قريب يؤدي لتزامن دورتيهما.
ونوّه الباحثون في الأخير إلى أنه وبالرغم من عدم توافر أي أدلة علمية تبرهن فكرة تزامن الحيض، لكن ما يبدو واضحاً هو أن التأثير النفسي يعلب دوراً على المدى البعيد.