تحدى سكان #مدينة_جرادة المغربية ظروف الطقس الباردة، غير آبهين حتى للوعود التي قدمتها الحكومة، وخرجوا من جديد في #مسيرة_احتجاجية صوب ساحة الشهداء للتنديد بالوضع المزري الذي تعيشه المنطقة، وفق ما أوردته جريدة "هسبريس" المغربية.
وخرج المئات من المواطنين المتحدرين من عدة أحياء، من بينها حي الرازي وطارق بن زياد وغيرهما، للتعبير عن سخطهم من الوضع المزري الذي تعيشه المدينة، محملين الحكومة والجهات الوصية مسؤولية استمرار هذا الواقع.
ورفع المحتجون صغارا وكبارا، نساء ورجالا، 43 نعشا، وهو عدد أبناء المدينة الذين توفوا في السنوات الأخيرة في آبار الفحم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، رافعين شعار "20 سنة معاناة، كفى، براكا، ملينا".
وردد المحتجون بساحة الشهداء التي غصت بالغاضبين المتحدرين من مختلف أنحاء المدينة شعارات مدوية، مطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحقيق مطالب السكان التي يوجد على رأسها الشغل، من قبيل "يا جرادة واش جرالك، شفتك تبكي تغير حالك"، "بغيت نقول للحكومة، شعب جرادة في كومة"، "بغيت بديل اقتصادي، باش نوكل وليداتي"، وكذا محاسبة المسؤولين على الميزانيات التي تم صرفها ومعرفة مآلها.
وتأتي هذه المسيرة الاحتجاجية، بعد زيارة وفد ترأسه عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، الذي أكد أن الحكومة تشتغل على مجموعة من المشاريع، غير أنه بخصوص المشاريع المتعلقة بالبدائل الاقتصادية فقد أكد أنه سيتم الاشتغال عليها ويلزمها وقت، على غرار إنشاء المصانع وغيرها.
وحاول وزير الطاقة والمعادن، ليلة السبت عبر قناة "ميدي1"، طمأنة سكان جرادة، بتأكيده على أنه سيتم محاسبة كل المتورطين في استنزاف ثروات المنطقة من الفحم الحجري، خاصة أن المواطنين يتهمون أسرا كبيرة وذات نفوذ سياسي ويلقبونهم بـ"بارونات الفحم" بالوقوف وراء ذلك.
البطالة والصحة والتعليم
ومن جهته دعا وزير الفلاحة المغربي، عزيز أخنوش، الأحد، إلى إيجاد حلول لمشاكل البطالة والصحة والتعليم في المناطق الجنوبية للمملكة.
وخلال لقاء حزبي في مدينة كلميم (جنوب)، قال أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (مشارك في الائتلاف الحكومي)، إن تطلعات السكان كثيرة، ويريدون حلولا لعدد من المشاكل، مثل البطالة والصحة والتعليم، داعيا إلى إعادة النظر في نظام المساعدة الطبية للفئات المعوزة، عبر تشجيع الأطباء على العمل في المناطق القروية، بتوفير تعويضات وسكن وشروط لائقة.
وتعيش مدينة جرادة، منذ أسابيع، على وقع احتجاجات متتالية، عقب وفاة شابين من أسرة واحدة داخل بئر للفحم، لم تحد منها الوعود التي قدمتها الحكومة، حيث وضع السكان برنامجا نضاليا تخرج على إثره للشارع نهاية كل أسبوع.

