المسيحيون في سهل نينوى يتهمون ميليشيا الحشد الشعبي بالعمل على تغيير ديموغرافية مناطقهم بجلب سكان من الشبك الشيعة وإسكانهم فيها. كاميرا "العربية" زارت أبرشية "مار متى" التاريخية في السهل ونقلت معاناة المسيحيين مع الحشد بعد تقطع السبل بهم.
ففي أعالي جبال سهل نينوى يقع دير القديس "مار متى" الأكبر والأقدم في العراق. كما يعتبر أقدم أثر تاريخي ما زال مأهولاً في الشرق الأوسط.
مطران هذا الدير يؤكد أن قوات البيشمركة تصدت لجميع هجمات تنظيم "داعش" على الدير، كما أنها منعت قوات الحشد الشعبي من الوصول إليه.
معظم المسيحيين في سهل نينوى التي كانت مركزاً لهم في العراق، فروا من فظائع تنظيم "داعش". عاد الكثيرُ منهم بعد أن استعادت البيشمركة مناطقهم في بعشيقة وبعزاني وقراقوش ومناطق كثيرة أخرى.
إلا أن السبل عادت وتقطعت بهم بعد سيطرة القوات العراقية وميليشيا الحشد على مناطقهم، إثر استفتاء إقليم كردستان.
حالياً معظم الطرق بين مناطق سهل نينوى وإقليم كردستان مقطوعة. كان الطريق العادي للوصول إلى بعشيقة لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة، لكن الآن يجب سلوك طريق دائري. حالياً حين تريد العوائل أن تتلاقى، صارت حائل مثل كوريا الشمالية والجنوبية.
مليون ونصف المليون مسيحي كانوا يقطنون سهل نينوى قبل عام 2003، لكن لم يتبق منهم الا 250 ألفاً. أما من عادوا ليسكنوا المناطقَ التي يسيطر عليها الجيش العراقي وميليشيا الحشد فوضعهم غيرُ مستقر.
قوات الجيش العراقي ليست هي المسيطرة على المنطقة، بل هناك ميليشيات الحشد الشعبي أيضاً.
فهناك الكثير من المحاولات لتغيير ديموغرافية مناطق كاملة خصوصاً برطلة التي عليها توجه غريب، الآن هناك محاولات لتغيير ديموغرافيتها وشراء ممتلكات المسيحيين وخلق نوع من الاستفزازات التي عملت رد فعل عكسياً، ومحاولات ضم مناطق شبكية كالخزنة إلى برطلة.
الشبك طائفة شيعية متحالفة مع الميليشيات. هناك مخطط لبناء ألف وحدة سكنية توزع عليهم حتى تكون لهم الكلمة الأولى والأخيرة.
رجال الدين المسيحيون يطالبون بضمان حقوقهم مهما كان الثمن، مؤكدين أنها كانت محفوظة عندما كانت هذه المناطق تحت سيطرة إقليم كردستان. وشددوا على أن المشكلة مع الحكومة المركزية تتمثل في غياب جهة محددة يمكن اللجوء إليها.