نصبت ميليشيات الحوثي، الخميس، لوحة أمام جامع الصالح بتسميته الجديدة ضمن محاولتها لطمس هويته المرتبطة بالرئيس السابق، علي عبدالله صالح، الذي قتلته الاثنين الماضي في منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وحملت اللوحة اسم "جامع الشعب" بدلاً من "جامع الصالح"، والذي شيده الرئيس السابق على نفقته الخاصة، وشهد أول شرارة الاشتباكات الأخيرة عقب إعلانه فض شراكته مع الحوثيين.
وجاء وضع اللوحة بالتسمية الجديدة للجامع، خلال تشييع ميليشيات الحوثي لتسعين مسلحاً من أتباعها قتلوا خلال المواجهات التي دارت مؤخراً في صنعاء مع القوات الموالية لصالح.
وأخفقت ميليشيات الحوثي منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء أواخر عام 2014م، في تغيير أسماء عدة شوارع وأماكن، والتي قوبلت بعدم اعتراف أو تعامل بتسمياتها الطائفية الحوثية من قبل المواطنين.
وكان رئيس ما تسمى اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، محمد علي الحوثي، قد قال عقب قتلهم للرئيس السابق، إن زعيم المتمردين وجه بتغيير اسم جامع الصالح وكذلك ميدان السبعين الذي يقع فيه.
جامع الصالح.. تحفة معمارية
يعتبر جامع الصالح، الواقع في ميدان السبعين، وسط صنعاء، الذي استغرق إنجازه ثمانية أعوام، بكلفة أكثر من 100 مليون دولار على نفقة الرئيس السابق، تحفة معمارية تختزل فنون العمارة العربية والإسلامية.
كما يعدّ أكبر صرح إسلامي ومعماري عرفه تاريخ اليمن المعاصر، وأحد أكبر الصروح الدينية والعلمية المهمة على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
ويقع الجامع على مساحة قدرها 224 ألف و821 متراً مربعاً، ويتسع لنحو 45 ألف مصل في الداخل والخارج، يتكون من صالة الصلاة الرئيسة، بمسطح 13569 متراً مربع، ولها ارتفاعان. يوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصحنين الشرقي والغربي، وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية، تؤدي إلى الرواق الخلفي للجامع، وصحن الكلية الشرعية ومنطقة المواضئ.
كما يغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، بالإضافة إلى ست مآذن، أربع على جانبي الجامع، بارتفاع 100م، ومئذنتان على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80م.
ويوجد بالجامع كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وتتكون من ثلاثة أدوار، تحتوي على 20 فصلاً دراسياً، وقاعات للمحاضرات، ومكتبة خاصة للرجال، وأخرى للنساء، وقاعة لحفظ المخطوطات، ومرافق صحية.