وقالت وزيرة الداخلية أمبر رود -التي ترأست اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية البريطانية (كوبرا)- إنها تتوقع أن تكون التحقيقات بشأن هذا "الحادث الفظيع" -الذي يعتقد أنه جرى خلاله محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته بمادة سامة- "عملية مطولة".
وطالبت الشرطة البريطانية شهود العيان على الواقعة التقدم للإدلاء بشهادتهم. وقالت شرطة مكافحة الإرهاب إنها طوقت موقعا جديدا على بعد 15 كيلومترا من مدينة سالزبوري، حيث عثر على سكريبال وابنته وقد فقدا الوعي على مقعد خارج مركز تسوق مساء الأحد الماضي.
وأوضحت الشرطة أن حالة سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) ما زالت خطيرة، وذلك بعدما قالت في وقت سابق إنهما يخضعان للعلاج بعد تعرضهما لمادة مجهولة.
واستبعد بروفيسور الفيزياء الطبية في مستشفى رويال بركشير مالكوم سبيرين أن يكونا أصيبا بإشعاعات. وقال "بعض العوارض المشار إليها تجعلنا نفكر بمادة كيميائية، رغم أنه لا يمكن تأكيد ذلك".
وكثرت الفرضيات اليوم الأربعاء بشأن التسميم في الصحافة البريطانية، إذ أشارت صحيفة ذي صن إلى احتمال استخدام مادة الثاليوم السامة، بينما ذكرت صحيفة ذي ديلي تلغراف أن التسميم حصل عبر غاز الأعصاب "في أكس"، الذي استخدم في عملية قتل كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في فبراير/شباط 2017 في ماليزيا.
وبحسب صحيفة ذي تايمز، فإن المحققين سيتناولون ظروف موت زوجة سيرغي سكريبال، ليودميلا عام 2012 بعد إصابتها بمرض السرطان، وموت ابنه ألكسندر في سان بطرسبورغ العام الماضي.
الشرطة البريطانية تحيط بالمكان الذي عُثر فيه على سكريبال وابنته فاقدي الوعي بمدينة سالزبوري (غيتي) |
اتهامات
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون -الذي شوهد وهو يصل مقر انعقاد اجتماع الكوبرا- في تصريحات للبرلمان أمس الثلاثاء إن بريطانيا سوف ترد "بصورة ملائمة وحاسمة إذا ثبت تورط دولة في هذه الواقعة المزعجة".
ورأى جونسون أن هذه القضية تذكر بتسمم العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفنيننكو بمادة البولونيوم المشعة في لندن في 2006. وحمّل تحقيق بريطاني موسكو مسؤولية هذا التسميم.
لكن وزارة الخارجية الروسية اتهمت وسائل الإعلام الغربية اليوم بشن حملة معادية لروسيا. وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا "هذه القصة ستنتهي كالعادة: أولا توجه اتهامات من دون أساس، ثم يبقون الأمور سرية ولن يعرف الصحفيون ولا الشعب ولا السياسيون ما الذي حصل فعلا".
واتُهم سيرغي سكريبال -وهو عميل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية- بالخيانة العظمى لبيعه معلومات للاستخبارات البريطانية بدءا من عام 1995 وحكم عليه بالسجن 13 عاما عام 2006. وفي 2010، كان من بين المساجين الذين جرى تبادلهم بين موسكو من جهة ولندن وواشنطن من جهة أخرى، ليقيم بعدها في إنجلترا.