حسام غالى يعلق حذاءه: مشاهد تراجيدية من مسيرة «الكابيتانو»

حسام غالى يعلق حذاءه: مشاهد تراجيدية من مسيرة «الكابيتانو»
حسام غالى يعلق حذاءه: مشاهد تراجيدية من مسيرة «الكابيتانو»

أبى حسام غالي أن يعلق حذاءه في وداع الساحرة المستديرة دون إضفاء لمسة تراجيدية معتادة، لطالما صاحبت "الكابيتانو" في أغلب فترات مسيرته التي دامت 18 عاما، لعب معظمها بقميص النادي الأهلي.

"بس دلوقتي بقولكم أنا خلاص مش قادر وعايز أريح راسي" قالها غالي والدموع تنهمر منه وهو يعلن للصحفيين موعد اعتزاله في مهرجان 11 مايو، ردا منه على المطالبات المتكررة بتحديد موعد اعتزاله.

لقطة درامية حزينة داعبت نوستالجيا عشاق الفانلة الحمراء بتقاسيم وجه اللاعب الذي دافع عن قميص النادي على فترات متقطعة.

انتشرت وفيديوهات كلمة الاعتزال الباكية على السوشيال ميديا مصحوبة بوسم "شكرا حسام غالي"، هكذا نجح صاحب القميص 14 في ترسيخ لقب بطل التراجيديا الأول في القلعة الحمراء خلال العقد الأخير.

اللافت أن دموع غالي آتت بعد دموع الرسام الإسباني أندريس إنيستا، قائد فريق ، في مباراة نهائي كأس الملك مع إشبلية، الذي أعلن الرحيل عن قلعة الكامب نو.

طالما أجاد غالي انتزاع التعاطف بمثل هذه اللقطات حتى وهو بعيد عن مستواه، لذا كان عليه أن يختم حياته الكروية بواحدة منها.

ليس هذا تهكما على دموع "الكابيتانو" بل هو رصد لمواقفه التراچيدية التي غطت في أوقات كثيرة على تراجع مستواه وأخطائه في الملعب وانتقادات المحللين والجماهير، ومكنته من الحقاظ على قدر كبير من الشعبية، التي كادت تتآكل لولا جرعات "الجرينتا" والحماسة التي باتت السمة الأبرز لشخصيته الكروية في سنواته الأخيرة.

رأس الترجي
كانت النتيجة تشير إلى تقدم الأهلي بهدفين على الترجي التونسي في افتتاح مباريات دور المجموعات ببطولة الكونفدرالية في معلب السويس، أي أن المباراة لا تحتاج إلى مجهود إضافي إلا لتمرير الوقت، إلا أن لغالي رأيا آخر، إذ هوى بجسده كاملا على الأرض وزحزح الكرة برأسه من أمام لاعب الترجي.

هذه اللقطة لم تسقط من ذاكرة جماهير الأهلي حتى الآن، فهو بلغة الكرة أهان نفسه وعرضها للإصابة من أجل الذود عن مرمى الفريق.

غالي هنا كان ذكيا، فهو أخطأ في بداية هذه اللعبة وأهداها للمنافس واحتاج لكرة كهذه ليمحو الخطأ ويخرج منتصرا أمام الجماهير.

يبرر الكابيتانو هذا الموقف بأنه روح الفانلة الحمراء، مؤكدا أنه الطبيعي داخل المسطيل الأخضر.

 

عناق وائل جمعة في رادس

في البطولة نفسها وأمام فريق تونسي آخر هو الأفريقي، لكن على ملعب رادس المفضل للشياطين الحمر، أضاف غالي لمحة جديدة تنضم إلى سجله التراجيدي.
فما إن انتهى اللقاء بفوز الأهلي بركلات الترجيح وصعوده إلى الدور الثاني، حتى رصدت الكاميرات غالى وهو يقفز قفزة جنونية أعلى وائل جمعة مدير الكرة حينها، عبرت عن كثير من المشاعر، وكتبت معها انتصارا جديدا للكابيتانو في سجل علاقته بجمهور الأهلي.

عناق أحمد فتحي في هزاع بن زايد

لا يختلف عناق غالي وأحمد فتحي في مباراة سوبر 2015 أمام الزمالك بملعب هزاع بن زايد كثيرا عن عناقه مع جمعه، لكن هذه اللقطة تحديدا تبرز ملامح وجه غالي الذي يتحول مع شبابه فجأة إلى تجاعيد بسبب نفور الدم.

غالي حينها قدم كرة سحرية من منتصف الملعب إلى وليد سليمان الذي حصل على ركلة جزاء بسبب تهور محمد كوفي مدافع الأبيض. هنا توجه فتحي وربيعة إلى غالى لتهنئته على تمريرته العبقرية وهو ما تفاعل مع القائد بكثير من الجنون.

مباراة الزمالك لم تكن عادية، ففوز الأبيض يعني أن الأهلي خرج من الموسم خال الوفاض بعد خسارته الدوري والكأس والكونفدرالية، لذا دافع غالي ورفاقه إلى اللحظة الأخيرة ليحرموا الفارس الأبيض من الثلاثية.

غالى اعتبر هذه المباراة ضمن أفضل 3 لقاءات لعبها مع الأهلي، للأسباب التي أشرنا لها في الأعلى، وذلك بالإضافة إلى فوزه بدوري أبطال أفريقيا في موسم 2012 وموسم 2011 مع مانويل جوزيه.

احتفال البطولة العربية

النتيجة تشير إلى تعادل الأهلي مع نصر حسين داي الجزائري مع اقتراب الحكم من إطلاق صافرته، والمطلوب هو هز شباك الضيوف من أجل الحصول على تذكرة الدور الثاني للبطولة.

تبدأ الهجمة الأخيرة من صالح جمعة، بينما تسلل غالي إلى منطقة الجزاء في انتظار المتابعة، كان ينتظرها بالفعل لكن عمرو بركات سبق وأكل النبأ. إلا أن غالى سرق الكاميرا أيضا هذه المرة باحتفاله الجنوني، فظل يركض وهو يقبض على خلفيته العرجاء وعيناه تكاد تقذف شررا.

سجل الأهلي انتصارا غاليا، صحيح في بطولة ودية، لكن الجماهير لم تسقط من ذاكرتها ركض القائد مصابا من أجل الاحتفال بالتأهل الصعب في ملعب السلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى