«الشروق» من داخل أروقة المترو.. الموظفون يراقبون.. والمواطنون: «هنجيب منين»

«الشروق» من داخل أروقة المترو.. الموظفون يراقبون.. والمواطنون: «هنجيب منين»
«الشروق» من داخل أروقة المترو.. الموظفون يراقبون.. والمواطنون: «هنجيب منين»

في نهاية ثالث يوم عمل شاق لعاملين بمترو الأنفاق، من الواقفين أمام ماكينات العبور بإحدى محطات مترو الخط الثاني، عقب قرار رفع أسعار تذاكر المترو، حاول عدد من الركاب تمرير التذكرة في الماكينات الجديدة للخروج من المحطة، لكن الماكينة سرعان ما لفظتها.

واتجه الركاب إلى أحد العمال وطالبوه بالسماح لهم بالعبور من الحاجز الحديدي، قائلين: «التذكرة بايظة مش بتعدي في المكنة».

بهدوء مررهم العامل وتسلم التذاكر، ثم ارتدى نظارته الطبية وأخد يفحص التذاكر تلو الأخرى، ثم قال لزميله: «5.. 6 تذاكر كلها بتقول أنهم راكبين من محطات أبعد»، يقولها الموظف -الذي تشير ملامحه إلى اقترابه من سن المعاش- بسخرية.

يملأ موظفو المترو الساعات القليلة الباقية من أيامهم التي بدت صعبة منذ قرار رفع وتقسيم أسعار تذاكر المترو، بمتابعة وفحص كل راكب.

وكانت الشركة المصرية لمترو الأنفاق، قد قررت تطبيق نظام حساب سعر التذكرة وفقًا لعدد المحطات، إذ أصبح سعر تذكرة المترو لعدد 9 محطات 3 جنيهات، وعدد 16 محطة بـ5 جنيهات، وأكثر من 16 محطة بـ7 جنيهات، وسعر تذكرة ذوي الاحتياجات الخاصة 50 قرشًا فقط.

وقال أحدهم: «كان مفروض بدل ما نلاقي كل شوية واحد بتذكرة أقل من عدد محطاته، يرفعوا الأسعار بعد تركيب المكن الجديد في كل المحطات».

وبين أروقة المترو، ما اجتمع شخصان على المحطة إلا وكان ثالثهما الحديث عن قفزة أسعار المترو بالنسبة للأجور التي مازالت على حالها.

وفكّر رجلان في العقد الرابع في كيفية تدبير أموال المواصلات لأولادهما، وقال أحدهما أمام محطة «مسرة»: «تخيل إنت! 20 جنيها بس مواصلات للولدين كل يوم، يعني 600 جنيه في الشهر، ده غير الأكل واللبس والدروس، حنجيب منين طيب إذا كان كده؟!».

وفي الطريق إلى المرج، لم يتوقف علي ومحمد عن الحديث عن ميزانية الذهاب للعمل كل يوم، وقال أحدهما: «260 جنيها كل شهر مواصلات مترو بس، 5 رايح و5 جاي»، متابعا: «تعرف إن فلان مجاش الشغل النهاردة من ساعة القرار».

وفي الصباح، لم يختلف المشهد؛ إذ احتد راكب على آخر بمحطة «ساقية مكي» لأنه لم يلتزم بدوره في الطابور، لكن الآخر رد: «ده طابور التذكرة بـ5 جنيهات، إنت في تذكرة 7 جنيهات»، فيما سألت عجوز: «أنا نازلة العتبة أدفع كام 5 ولا 3 جنيهات؟»، لتمسك فتاة بأصابع يديها وتعد المحطات: «5 جنيهات يا أمي».

لكن فتيات صغيرات قلن لموظف على ماكينات العبور: «ممكن نعدي يا عمو التذكرة مش نافعة»، يبتسم لهن قائلا: «طيب عدوا».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى