عند قبر في المدينة

عند قبر في المدينة
عند قبر في المدينة

قولوا لي من هذه الزنجبارية الفارعة التي ركبت البحر
وجاءت تقول كلمتين للقبر الشريف
غير مكترثةٍ بمن سموها عبدةً
(الحريّة تشقّ أعماقها وتطيّب خاطرها)

لاقتني على الطريق وأطعمتني من صوتها
بينما كنتُ ذاهباً لأركع عند قدميها.

يا صاحب القبر الشريف
ضيفتك الساعةَ أفريقيا
(كم هي ماهرة ومتمرسةٌ في كَتْمِ مظلمتها
ونفسُها أكبر مِنْ أن تطلب ثأراً)
إنها تزورك اليوم لكي تصفح أمامك
عمّن سموها عبدةً.


■ ■ ■


لا تسلني عن طريق رحلتي الطويلة إليك
لا تسلني عنهم
لن أسُرّ قلبك إن تحدّثتُ
وأنا ما وصلتُ هنا لأقف عند قبرك وأبكي
الأرض معطفٌ قديمٌ ترتقه الغابات
وهذي الطيور المهاجرة تفهم الناس أكثر من الناس
فما جدوى أن أتحدّث؟
أعماقيَ تتكسّر مثل الأغصان
والبئر
طفحت
وفاضت

لا تسلني

أعرف أن قلبك من تراب
وحده الآن يسعني.


اقــرأ أيضاً

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى