يصعب أن يصل إلى هذه المناصب صعبة المنال في فرنسا، مهاجرون أو مواطنون من أصول غير فرنسية أو أوروبية، لكن إن حدث ووصل أحدهم إليها فلا بد أن يكون منسجماً مع توجهاتها السياسية والثقافية، ولا بد أن يقدّم البراهين على ذلك.
هذه المقدمة، ليست إلا محاولة لفهم السبب الذي يجعل المسرحي اللبناني الكندي وجدي معوض يستفيد من دعم إسرائيلي لعرض مسرحيته "كل العصافير" على المسرح الذي يديره؟ حيث يستمر عرضها حتى 17 من الشهر الجاري بدعم مشترك بين جامعة تل أبيب والسفارة الإسرائيلية في باريس ومسرح "الكاميري" الإسرائيلي.
المخرج كتب العمل بالتعاون مع صديقته المؤرخة الكندية نتالي زيمون دافيس، وهي من أصول يهودية مهاجرة إلى أميركا في القرن التاسع عشر، والتي وضعت عدة كتب عن التاريخ الاجتماعي الحديث لليهود.
يقول بيان المسرحية إن "إسرائيل هي الأرض التي جمعت تاريخ الشرق الأوسط مع أوروبا"، ليس هذا فقط، بل ويستعين بممثلين من سورية و"إسرائيل" وألمانيا وفرنسا، ويقدم الكاتب والمخرج مسرحيته بمزيج من اللغات العربية والعبرية والألمانية، معلناً أن الوقت قد حان لمقاربة "ألم العدو".
خبر سيء آخر، إذ ينضم معوض إلى الجوقة متسارعة النمو، والتي تسعى إلى التطبيع الناعم مع "إسرائيل"، ومن أبرزهم أمين معلوف، وزياد دويري، ولن ننسى المسرحي اللبناني زياد عيتاني الذي قبض عليه بتهمة الاتصال بأجهزة أمنية إسرائيلية مؤخراً، وقد اعترف أن من جزءاً من مهماته كان تكوين تيار بين المثقفين يدعو إلى التطبيع. يبدو الأمر كما لو أنه أصبح سرطاناً، فأي قوة ودواء قادر على الوقوف في وجه استشرائه!