
انخفضت العملة الموحدة لمنطقة الاتحاد الأوروبي اليورو لأول مرة في خمسة جلسات أمام الدولار الأمريكي عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن اقتصاديات منطقة اليورو والاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم وعلى أعتاب الكشف عن تقرير الكتاب بيج من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي تكمن أهميته في كونه يصدر قبل أسبوعين من اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح.
في تمام الساعة 05:03 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.06% إلى مستويات 1.2397 مقارنة بالافتتاحية عند 1.2404 بعد أن حقق الزوج أدنى مستوى له خلال تداولات الجلسة عند 1.2385، بينما حقق الأعلى له منذ 16 من شباط/فبراير الماضي عند 1.2444.
هذا وقد تابعنا عن ثاني أكبر اقتصاديات منطقة اليورو فرنسا صدور قراءة الميزان التجاري والتي أظهرت اتساع العجز إلى 5.6 مليار يورو مقابل 3.4 مليار يورو في كانون الأول/ديسمبر، أسوء من التوقعات عند عجز بنحو 4.4 مليار يورو، وجاء ذلك قبل أن نشهد الكشف عن القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للمنطقة ككل والتي أظهرت نمو 0.6% خلال الربع الرابع متوافقة بذلك مع القراءة الأولية والتوقعات دون تغير يذكر عن الربع الثالث.
وفي نفس السياق، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تصريحات رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك والتي أعرب من خلالها أن الاتحاد الأوروبي لا يريد بناء جدار بين بريطانيا والإتحاد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد وأن الإتفاق التجاري مع بريطانيا لن يجعل العلاقات معها أكثر مرونة، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سوف يدخل المفاوضات مع بريطانيا بعقلية منفتحة.
كما أفاد تاسك أن نتائج المفاوضات مع بريطانيا يجب أن توضح الحقوق والالتزامات وأنه لا يوجد إمكانية للسماح لبعض القطاعات بالاستفادة بشكل فردي من السوق الموحد، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي يتفهم موقف رئيس الوزراء البريطانية لمحاولة إثبات أن خروج بلادها من الاتحاد هو الخيار الأنسب ولكن هذا ليس موقف الاتحاد الأوروبي.
ونوه تاسك إلى أن الحرب التجارية سوف تكون سيئة والسهل خسارتها، وذلك تعليقا على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بفرض تعريفة جمركية على واردات الولايات المتحدة من الصلب 25% والألمونيوم 10%، موضحاً أن إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية قد لا يكون له تأثير على الاتحاد الأوروبي ومضيفاً أنه سوف يتم مناقشة هذا الأمر في القمة الأوروبية المقبلة.
بخلاف ذلك، فقد أفادت أيضا المفوضية الأوروبية اليوم أن الاتحاد الأوروبي سوف يرد بطريقة مناسبة على أي تعريفات جمركية، مضيفة أن التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة سوف تضر بالعلاقات عبر المحيط الأطلسي، مع أعربها أنها تتشك في التفسيرات الأمريكية حيال تنسيق المواقف في منظمة التجارة العالمية ومضيفة أن الاتحاد الأوروبي مستعد لوضع إجراءات حمائية لمنع إغراق السوق الأوروبي بالمعادن.
ويأتي ذلك عقب ساعات من تصويت الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يوم الأحد بالموافقة على الخطة الائتلافية مع الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتطلع إلى الكشف في وقت لاحق من هذا الأسبوع عن التشكيل الحكومي الجديد، بينما في إيطاليا لم تسفر نتائج الانتخابات التشريعية عن فوز أي من الأحزاب الأغلبية، مما عزز المخاوف حيال التوصل إلى حكومة مستقرة هناك.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر التغير في وظائف القطاع الخاص والتي أظهرت تباطؤ وتيرة خلق الوظائف إلى نحو 235 ألف وظيفة مضافة مقابل 244 ألف وظيفة مضافة في كانون الثاني/يناير الماضي، متفوقة على التوقعات عند 199 ألف وظيفة مضافة، ويأتي ذلك وسط تطلع الأسواق لما سوف تسفر عنه بيانات سوق العمل الأمريكي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وفي نفس السياق، فقد تابعنا أيضا حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح كل من ورئيس بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي وليام دادلي ورئيس بنك أتلانتا رافئيل بوستك، وجاء ذلك قبل أن نشهد الكشف عن قراءة الميزان التجاري والتي أظهرت اتساع العجز بصورة فاقت التوقعات إلى 56.6$ مليار موضحة أكبر عجز منذ عام 2008 مقابل عجز 53.9$ مليار في كانون الأول/ديسمبر، أسوء من التوقعات عند عجز 55.1$ مليار.
وجاء ذلك بالتزامن مع صدور القراءة النهائية لمؤشر الإنتاجية وتكلفة واحدة العمل عن الربع الرابع والتي أظهرت ثبات الإنتاجية عند مستويات الصفر مقارنة بالقراءة الأولية السابقة والتوقعات عند تراجع 0.1% ومقارنة بارتفاع 3.0% خلال الربع الثالث، بينما ارتفعت تكلفة واحدة العمل إلى 2.5% مقابل 2.0% في القراءة الأولية السابقة متفوقة على التوقعات عند 2.1% ومقارنة بتراجع 0.2% في الربع الثالث من العام الماضي 2017.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا يوم أمس الثلاثاء أعرب السيناتور الأمريكي ديفيد بيردو عن كون الرئيس الأمريكي ترامب على استعداد لمناقشة التعريفات الجمركية، وذلك في أعقاب الجهود العالمية والمحلية لدفع ترامب للعدول عن قراراته الأخيرة، وقد جاء ذلك قبل أن نشهد تقديم المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض جاري كوهن استقالته، مما أعاد القلق حيال نشوب حرب تجارية، نظراً لكون كوهن يعد من المؤيدين في البيت الأبيض للتجارة الحرة.
وفي نفس السياق، فقد صرح وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس في وقت سابق اليوم أن استقالة كوهن لا تعد انقلاباً داخل البيت الأبيض وأن بلاده لا تسعى إلى خوض حرب تجارية، موضحاً أنه الئريس ترامب أكد على وجود بعض المرونة على التعريفات مع كندا والمكسيك إن نجحت مفاوضات نافتا، ومضيفاً أنه هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات حقيقية للتخلص من تخمة المعروض مع أعربه أن التعريفات الجمركية لن تخلق أي مشكلات تجارية.
وختاماً، أكد وزير الخزانة الأمريكي ستيف مينوتشن أيضا في وقت سابق اليوم أنه سوف يتم تطبيق التعريفات الجمركية على واردات الصلب والألمونيوم وأنه سوف تكون هناك استثناءات بالنسبة للتعريفات الجمركية، موضحاً أن الخطط الجمركية تركز بشكل كبير على الوظائف، الأمر الذي لا يزال يشير إلى تعنت الإدارة الأمريكية على الرغم من التحديات المحلية والعالمية وتوجهها لفرض التعريفات الجمركية في نهاية المطاف.