سمير سكاف
رئيس جمعية غرين غلوب
العضو المراقب في الأمم المتحدة
الصين تهدد الكرة الأرضية بالاعتماد على الفحم الحجري لتوليد الطاقة الكهربائية. وهذا ما سيؤدي الى تراجع بطيء وغير كافٍ على الاطلاق بانتاج غاز ثاني أوكسيد الكربون. الأمر الذي قد ينسف كل أمل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. (وكنت قد عبرت في عدة مناسبات عن تشاؤمي، في أن البشرية قد تكون تخطت نقطة اللارجوع، باتجاه بلوغ ارتفاع حرارة الأرض درجتين). ولكن هذا لا يعفي العالم من الاستمرار في المحاولة، منعاً للوصول الى ما هو أخطر بكثير من المخاطر المتوقعة!
وتنوي الصين تنفيذ مخططها لانشاء مراكز لانتاج 250 جيغاواط (تليها الهند 65 جيغاواط)، ثم تركيا واندونيسيا! وفي الوقت الحاضر هناك انشاء لمراكز على الفحم الحجري بقدرات انتاج تصل الى 190 جيغاواط في العالم أجمع، في حين أن المنوي اضافته في المستقبل هو انشاء مراكز جديدة على الفحم الحجري بقدرة 332 جيغاواط. أما المطلوب فهو التخلي الكلي عن الفحم الحجري وعن الطاقات الأحفورية والاعتماد حصراً على الطاقات المتجددة!
تغيير مناخي متوقع أن لا يكون متوقعاً في الولايات المتحدة، كما في باقي العالم!
ما يحدث في الولايات المتحدة من تغيير مناخي، هو أمر مفاجيء للسلطات السياسية والمحلية. ولكنه ليس غريباً بالنسبة للبيئيين!
خلال هذه اللحظات، وفي الأيام الأولى من شهر أيلول/سبتمبر الصيفي عنصران مناخيان نقيضان ومتعاكسان يصيبان شرق الولايات المتحدة وغربها في الوقت نفسه. لا بل إنهما بلغا سقفاً قياسياً في كلتي الحالتين.
فقد ضرب الاعصار الاستثنائي القوة "إيدا" ولاية نيويورك وفيلادلفيا ومدن نيوجرزي ومحيطها. وهو قد أوقع عدداً كبيراً من القتلى (13 قتيلاً حتى اللحظة). في حين أن حرائق كالدور في السيرا نفادا وقرب بحيرة تايهو في كاليفورنيا أجبرت الرئيس الأميركي جو بايدن على اعلان حال الطوارىء في الولاية!
هذه الأمور غير المتوقعة تفصيلاً. أي لا يعرف العالم أين ستضرب الأعاصير والحرائق والجفاف، وفي أي وقت. ولكن خبراء البيئة يتوقعون حصول كل ما هو غير متوقع، في أي وقت، وفي كل مكان من العالم! أما النتائج "المتوقعة" فهي أن تكون "مفاجئة"!
توضيح
إن استعمال الفحم الحجري الذي يزيد كثيراً من التلوث ومن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سيجعل التراجع الناتج عن الجهود المبذولة عالمياً بطيئاً! وهذا الاستعمال للفحم الحجري هو الذي سيضرب كل هذه الجهود!