خلال مقابلة للسيد جمال شريف مختار بلدة اليمونة التي تتبع قضائيا لمدينة بعلبك، عرض التلفزيون العربي فيلم وثائقي عن نبتة الحشيشة في لبنان. صرح فيه المختار شريف، أنه لولا نبتة الحشيشة لكانت منازلهم من تراب، وأن كل الذين تخرجوا من الجامعات من بين أبناء المنطقة، ضباطا ومدراء مصارف ورجال دين، هم مع زراعة تلك النبتة لأنهم تعلموا من مردودها. المختار اعتبر أن هذه هي الزراعة الوحيدة التي أمنت حياة رغدة لأهل المنطقة، وأعلن أنه مع أبناء منطقته ضد الدولة في أمر زراعة الحشيشة.
من جهته تحدث رئيس بلدية اليمونة طلال شريف، للتلفزيون العربي عن فوائد تشريع النبتة على الاقتصاد اللبناني، والاستفادات الطبية والصناعية منها، مثل صناعة الخيوط للملبوسات والفايبر للسيارات والورق للعملة.
ويصحب الفيلم المشاهد في رحلة إلى مناطق بعضها خارج عن "سلطة الدولة"، ويرافق مزارعي ما يعرف بالذهب الأخضر من الزراعة حتى التوزيع.
يتناول الفيلم الوثائقي منطقة في شرق لبنان يسكنها عدد من المزارعين الذين يعيشون حالةً من الاكتفاء الذاتي والانعزال شبه التام عن الدولة اللبنانية عبر زراعتهم نبتةً يطلقون عليها اسم "شتلة الجنّة".
المزارعون الذين لا يعيشون حياة المزارعين الطبيعية، لأنَّ ما يزرعونه ليس مشرَّعًا في قوانين الدولة اللبنانية، يقولون إن ذلك لا يُثنيهم عن الاستمرار في زراعة نبتة يعتبرونها مصدر حياتهم الوحيد.
خاض هذا الفيلم تجربة تحدي الوصول لمناطق محرّم بعضها حتّى على الدولة اللبنانية لما لها من خصوصية أمنية ولما تحظى به من حماية من العشائر المسلّحة في أكثر الأحيان، ورافق النبتة في رحلتها من المزارع إلى المصنع وصولًا إلى التاجر الذي يروي أسباب اختياره مهنة يُطلق عليها القانون اللبناني تسمية "تاجر المخدّرات"، فيما يرى أن التسمية يجب أن تكون "تاجر حشيشة"...