استنفر الشارع الفلسطيني في لبنان تنديدا بقرار الادارة الاميركية بتهويد القدس، وانطلقت تظاهرات من مختلف المخيمات الفلسطينية، في تعبير سلمي عن الغضب العارم الذي خلّفه القرار في نفوس العرب والفلسطينيين. لكن البعض أبى إلا أن يلجأ للسلاح كوسيلة للتعبير، فأمطر سماء المخيم بالرصاص ابتهاجا بإطلاق حماس صاروخَين على مستعمرة اسرائيلية، وطال الرصاص مدينة صيدا وحارتها ومغدوشة، وأدّى الى مقتل عبد الرحمن ناصر العنصر من كشافة الاسراء في “حماس” وجرح ثلاثة آخرين.
ونعت “حماس” ناصر، ووصفته بـ”صديق فلسطين الذي كان رمزاً للهمة العالية لخدمة القضية الفلسطينية”. وشدد عضو القيادة السياسية لـ”حركة حماس” في لبنان أيمن شناعة على ضرورة ضبط السلاح المتفلت والحفاظ عليه من أجل الإعداد لمشروع المقاومة والتحرير”.
وأبلغ شناعة “المركزية” أنه “تسلم مطلق النار، وسلمه بدوره الى الجيش اللبناني ويدعى فخري السعدي بعد اتصالات أجراها مع المسؤولين في المخيم”، مشيرا الى أن “ناصر استشهد نتيجة الفلتان وعدم ضبط السلاح بأيدي العابثين”، مؤكدا أن “كل من يعبث بأمن واستقرار المخيم يجب أن يكون تحت سلطة القانون والدولة لانه من غير المسموح تعريض حياة المدنيين للخطر”.
ولفت الى أن “ناصر وزميلاً له كانا يمران بالصدفة على دراجة نارية في الشارع التحتاني للمخيم ويرفعان أعلاما كشفية حمساوية تنديدا بالقرار الاميركي، عندما أصيب عن طريق الخطأ في رأسه، ما أدى الى مصرعه”.
واعتبر أن “القرار الاميركي جمع ابناء الشعب الفلسطيني والقوى والفصائل الفلسطينية تحت سقف المقاومة والجميع ادرك ان مسار التسوية لن يتحقق، وأن اوسلو وما تبعها من اتفاقيات الى زوال”، مشيرا الى أن “المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني”.
وعلمت “المركزية” أن “أبو عرب تلقى تنبيها أمنيا لبنانيا بضرورة الالتزام بما اتفق عليه في الاجتماع الذي جمع القيادات الفلسطينية بمدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي، لناحية الحد من هذه العادات السيئة التي تسبب الاذى للشعبين اللبناني والفلسطيني. وسارع أبو عرب الى اصدار تعميم والاجتماع بقيادة الامن الوطني الفلسطيني والقوة الفلسطينية في المخيم لمنع تكرار الامر بعدما حملت المسؤولية إليه شخصيا كونه مسؤول الامن الوطني الفلسطيني في لبنان”.