تقترب إسرائيل وحزب الله من “حرب واسعة النطاق” بعد أشهر من تصاعد الأعمال العدائية، مما يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتأمين حدودها الشمالية، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتهدف المحادثات إلى نقل قوات حزب الله لمسافة تزيد عن ستة أميال شمال إسرائيل، عبر نهر الليطاني، ويمكن أن يؤدي تدفق الجيش اللبناني أو القوات الدولية للمنطقة إلى طرد المسلحين من المنطقة الحدودية، وفقا لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن دبلوماسيين مطلعين على المحادثات.
سحب القوات من شأنه أن يبقي حزب الله خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات للمجتمعات الإسرائيلية ويمنع التهديد المتمثل في أن حزب الله قد ينفذ تهديده الذي طال أمده باجتياح شمال إسرائيل واحتلاله.
وقال جيورا زالتز، رئيس المنطقة الإقليمية الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان، إن التهديدين الرئيسيين اللذين يخشاهما ناخبوه هما هجوم على غرار ما قامت به حماس لأراضيهم من قبل قوات الرضوان النخبوية التابعة لحزب الله.
وأضاف:” الصواريخ المحمولة على الكتف التي لا تستطيع إسرائيل اعتراضها بسهولة”.
وقال نيسان زئيفي، أحد سكان المنطقة الحدودية الإسرائيلية: “لقد أعطينا فرصتنا للنهج الدبلوماسي في عام 2006.. لقد أصبح فشلا ذريعا.”
وأكد أن “الحل العسكري” وحده هو الذي سيجعل أسرته تشعر بالأمان الكافي للعودة إلى ديارهم.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن حزب الله، بدلا من الانسحاب، قام بتجميع ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة هناك، إلى جانب الآلاف من جنود المشاة المتمرسين في القتال.
كما أشار تشاك فريليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل، إلى أن بلاده يمكن أن تختار الهدف الأصغر المتمثل في دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، أو اغتنام الفرصة لنزع سلاح الحزب وإزالة التهديد الذي تشكله ترسانته الصاروخية قصيرة المدى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأكد أن أيا من الخيارين “من المرجح أن يشعل حربا واسعة النطاق.. حربا من شأنها أن تؤدي إلى مستوى من الدمار سيكون غير مسبوق في تاريخ إسرائيل”.
وبعد حوالي ثمانية أشهر من القتال، “لا يزال حزب الله قادرا على تحريك قواته أقرب وأبعد عن حدود إسرائيل حسب الحاجة”، وفقا لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن ضابط في مخابرات القوات الجوية الإسرائيلية.
وقال الضابط إن كل جانب علم بنقاط ضعف الطرف الآخر، بينما يحاول تجنب القيام بأي تحركات يمكن أن تثير حربا واسعة النطاق.
وأضاف الضابط: “كلا الجانبين يستعدان ويستعدان إذا حدث شيء ما”.