في إطار إزالة رواسب تداعيات استقالته، وما أعقبها من تباين في المواقف داخل “تيار المستقبل”، أبلغت أوساط عليمة “السياسة”، أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيجري في الأسابيع القليلة المقبلة مراجعة نقدية لمسيرة “التيار الأزرق” بعد الذي جرى داخله في أعقاب تقديمه استقالته.
وأوضحت الأوساط أن هذه المراجعة تأتي في ظل الملاحظات التي وضعت بشأن أداء عدد من المنضوين إلى “المستقبل” أو الذين يدعون أنهم يدورون في فلكه، كخطوة على طريق إعادة ترتيب أوضاع التيار على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة في أيار العام 2018، أو قبله في حال تم التوافق على إجراء انتخابات مبكرة.
وأشارت المعلومات إلى أنه ستكون للحريري قرارات حازمة، في إطار تنقية صفوف “المستقبليين”، وبما يعيد توحيد الراية تحت سقف الحريري، وكذلك الأمر فإن العلاقات بين الحريري والحلفاء ستخضع لمراجعة دقيقة وشاملة، بعد التطورات التي أعقبت الاستقالة، وما برز خلالها من دور سلبي للبعض أثر كثيراً في العلاقة مع “تيار المستقبل”، في ضوء الاتهامات التي وجهت إلى عدد من الشخصيات السياسية، وبينها النائب السابق فارس سعيد، بالتحريض على رئيس “المستقبل” لدى المسؤولين السعوديين، إلى آخرين كان يعتبرهم الرئيس الحريري في خانة الحلفاء.
ورغم إصرار قيادات “المستقبل” على توفير أقصى الدعم المطلوب للحريري في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد، في إطار التأكيد على سياسة النأي بالنفس، فإن هناك دعوات لإعادة إحياء قوى “14 آذار” على أساس ومرتكزات مستمدة من صميم انتفاضة الاستقلال، في إطار السعي لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، ولتوفير أوسع دعم لمسيرة الحريري في المرحلة المقبلة، في ضوء اشتداد الاشتباك الإقليمي بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة، وبين إيران من جهة ثانية، وبالتوازي مع محاولات إيران وحلفائها في لبنان، وضع اليد على البلد وإخضاعه لمحور الممانعة، ما يرتب مسؤوليات كبيرة على القوى السيادية لا يمكن تجاهلها.