يعتبر الزبادي أو كما يُعرف باللبن في دول بلاد الشام، جزء من النظام الغذائي الذي امتد عبر الثقافات والأجيال.
فالعديد من الناس يفضلون شرب الزبادي بسبب فوائده الغذائية والصحية. نظرًا لأنه يتميز أيضًا بنكهته اللذيذة، وهذا ما يجعله مميزًا في أغلب الثقافات.
ومن الشائع كثيرًا اعتبار ان شرب الزبادي قد يروي العطش بشكل أفضل من الماء في بعض الحالات. هذا الموضوع قد يبدو غريبًا عند البعض، ولكن هناك أسباب عديدة تدعم هذه الفكرة، وهذا ما سنخبركم عنه اليوم.
تعتبر تركيبة الزبادي الغذائية أحد أبرز الأسباب التي تجعله أكثر فعالية في ترطيب الجسم من الماء، وذلك لأنه يحتوي كمية كبيرة من الماء، إذ يتكون حوالي 85% من الزبادي من الماء، الأمر الذي يجعله مصدرًا جيدًا للسوائل.
الا أن الزبادي لا يقتصر فقط على الماء ، بل يحتوي أيضًا العديد من العناصر الغذائية المهمة مثل البروتينات، الدهون الصحية، الفيتامينات، والمعادن. وهذه المكونات تجعل منه خيارًا مغذيًا يساعد في ترطيب الجسم بشكل أكبر من الماء، ولهذا السبب يُنصح في تناول الزبادي على الموائد الرمضانية.
ولكن لا يمكننا أن ننكر أهمية الماء فهو ضروري لترطيب الجسم والمحافظة على وظائف الجسم الحيوية.
إلا أن إحدى أبرز مشاكل الماء هو أنه يمر بسرعة في الجهاز الهضمي ويتم امتصاصه بدون توفير أي مغذيات للجسم.
بينما الزبادي يساهم في تزويد الجسم بالطاقة والمغذيات التي تدعم عمل الخلايا والأنسجة، ويتم امتصاص السوائل الموجودة فيه بشكل أبطأ، الأمر الذي يساعد على إبقاء الجسم رطبًا لفترة أطول.
علميًا، يعتبر الزبادي من المشروبات التي تحتوي بكتيريا نافعة تعرف بالبروبيوتيك.
وهذه البكتيريا تؤدي دورًا مهمًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي. وكلما كانت أمعاء الجسم صحية، كلما كانت تساهم في تحسين قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية والاحتفاظ بالمياه داخل الجسم. فالبروبيوتك تساعد في تحسين توازن البكتيريا النافعة، مما يساهم في تحسين الهضم ومنع مشاكل الجفاف المرتبطة بسوء الامتصاص أو الإسهال.
يحتوي الزبادي العديد من المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنيسيوم الضرورية لصحة الجسم، وبدورها تعتبر هذه المعادن ضرورية أيضًا للحفاظ على توازن السوائل في الجسم. وعندما يفقد الجسم السوائل بسبب الإسهال، التعرق الشديد، أو حتى في أيام الصيام، يمكن أن يساعد تناول الزبادي في تعويض هذا النقص بسرعة، وذلك لأن الزبادي يضم نسبة جيدة من المعادن الضرورية، الأمر الذي يجعله من الأطعمة المناسبة لتعويض المعادن المفقودة في الجسم. وفي هذا السياق اليكم عوارض نقص المعادن في الجسم وأبرز المخاطر المحتملة
في أيام الصيف والطقس الحار، يفقد جسم الإنسان السوائل بشكل أسرع من الأيام الباردة، وذلك بسبب التعرق الشديد الذي يحدث. وفي مثل هذه الأيام، يعتبر شرب الماء وحده غير كافٍ ولا يعوض نقص السوائل والمعادن. هنا يأتي دور الزبادي القادر على تعويض النقص، فالزبادي لا يعوض السوائل المفقودة فحسب، بل يقدم أيضًا المعادن الضرورية لإعادة التوازن إلى الجسم. كما يساهم الزبادي في تهدئة الشعور بالجوع الذي قد يزيد الشعور في العطش، وهذا ما يجعل شرب الزبادي ضروريًا في مثل هذه الحالات.
للزبادي فوائد إضافية غير الترطيب، اليكم أبرزعها:
يحتوي الزبادي الكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران مهمان لصحة العظام.
يساهم تناول الزبادي في تعزيز جهاز المناعة بفضل محتواه من البروبيوتك والمغذيات.
يعتبر الزبادي منخفض الدسم أو خالٍ من الدسم، وهو خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يسعون إلى إنقاص الوزن أو مراقبته.
يتم استخدام الزبادي في العديد من الأطباق وبطرق مختلفة لتحسين النكهة وزيادة القيمة الغذائية. أبرز هذه الأطباق:
صلصة الزبادي: امزجوا الزبادي مع الأعشاب والتوابل لعمل صلصة خفيفة ولذيذة للسلطات أو اللحوم.
صلصة الثوم: اخلطوا الزبادي مع الثوم المفروم، الليمون، والأوريغانو أو النعناع المجفف للحصول على صلصة لذيذة تستخدم للتغميس.
السلطة الخضراء: استخدموا الزبادي بدلًا من المايونيز أو الكريمة في سلطة البطاطس، وسلطة الملفوف، أو سلطة الحمص.
سلطة الزبادي بالنعناع: امزجوا الزبادي مع النعناع المفروم، الخيار المبشور، والليمون لعمل سلطة منعشة.
الحساء الكريمي: يمكن استخدام الزبادي كبديل للكريمة في الحساء لإعطائه قوامًا كريميًا ونكهة غنية.
السموذي: اخلطوا الزبادي مع الفواكه والعسل للحصول على سموذي مغذي ولذيذ.
الأطباق المخبوزة: أضيفوا الزبادي إلى المخبوزات كالكيك أو الخبز مثلًا لزيادة الرطوبة والقوام.
في الختام، نؤكد أنه لا يمكننا الاستغناء عن الماء فهو يبقى أساس الترطيب، ولكن من خلال الحقائق والمعلومات التي اكتشفناها أعلاه، وجدنا أن للزبادي فوائد إضافية أعلى وتتفوق على الماء، مما يجعل منه خيارًا مثاليًا يساعد في ترطيب الجسم خصوصًا في أيام الصيف الحارة.
فسواء كنتم تتناولون الماء أو الزبادي، كلاهما خياران جيدان وضروريان، والأهم من ذلك كله هو ترطيب الجسم دائمًا، لأن الترطيب الجيد يساعد الجسم على التخلص من السموم والأملاح الزائدة ويجعلنا نتمتع بصحة جيدة. (أطيب طبخة)
أخبارنا عبر بريدك الالكتروني