وبخلاف النسختين السابقتين بجنوب أفريقيا عام 2010 والبرازيل 2014، والتي كان فيهما منتخب "المحاربين" ممثل العرب الوحيد، أضحى المنتخب الجزائري أول منتخب عربي يقصى من تصفيات كأس العالم، وخلف ذلك حالة من الحسرة والإحباط لدى الجماهير الجزائرية، التي كانت تمنّي النفس بمرافقة "الخضر" للمنتخبات العربية الأربعة المتأهلة: تونس ومصر والمغرب والسعودية، لكنها ستستقبل قرعة مونديال روسيا لا محالة بـ "غصّة" في حلقها، بعد أن اعتادت على ترقب حفل القرعة و"التنبّؤ" بنتائجها سواء خلال التجمع في المقاهي أو الأحياء أو من خلال التفاعل القوي مع الحدث في وسائط التواصل الاجتماعي، لكن اليوم الأمور مختلفة تماما، حيث ستكتفي فئة قليلة من الجزائريين، وكذا وسائل الإعلام بمتابعة "روتينية" لعملية القرعة عبر التلفزيون أو المواقع الإلكترونية المتخصصة.
وتسيطر حالة من الاحباط على المشهد الكروي في الجزائر، بعد تراجع نتائج ومستوى المتألق رياض محرز منذ المشاركة الأسطورية للمنتخب الأخضر في مونديال البرازيل 2014، حيث بلغ حينها الدور الثاني قبل أن يخرج بصعوبة على يد منتخب ألمانيا بهدفين لهدف، وتوج "المانشافت" لاحقا باللقب العالمي، وفقدت الجماهير شيئا فشيئا متعة متابعة بلادها في ضوء التغييرات الكثيرة التي طاولت جهازه الفني وحتى التركيبة البشرية للفريق، وتحولت مدرجات الملاعب التي احتضنت المباريات الأخيرة التي لعبها "الخضر" إلى منابر للجماهير، لتفريغ "مكبوتاتها" وشحنة الغضب العارم الذي يتملكها بسبب بلوغ المنتخب أدنى مستوياته وسط مخاوف من بقاء الوضع على حاله.
ويبقى عزاء الجماهير الجزائرية الوحيد والذي بإمكانه أن يزيل شيئا من "الهم والغم" عنها هو تأهل المنتخبين الجارين تونس والمغرب اللذين اعتادت جماهيرهما، وبحكم علاقة الجوار والروابط التاريخية الوثيقة، على مساندة وتشجيع المنتخب الجزائري خلال المونديالين السابقين، ولكن حتى هذه الرغبة قد تصطدم بعوائق كثيرة، أبرزها عدم بث مباريات المونديال على التلفزيون الحكومي الذي غالبا ما يواجه صعوبات جمة في شراء حقوق البث، عندما كان المنتخب الجزائري طرفا في العرس الكروي العالمي، فما بالك وأنه سيغيب عنه هذه المرة.