يعتمد الأنف على مئات المُستقبلات الشميّة لتحديد كل رائحة تُطالعنا خلال اليوم. عند استيعاب الدماغ لهذه الرائحة على أنها غير ضارّة، يقوم بإرسال إشارة إلى الأنف مفادها أنه قادر على الانتقال لتحليل رائحة أخرى على أن يبقى مُتيقظاً في حال مواجهة أي خطر.
يعمل نظامنا الشمّي بهذه هي الطريقة وهي الطريقة نفسها التي يتعامل بها الدماغ مع العطر الذي نضعه عادةً والذي يُصنّفه على أنه رائحة طبيعيّة ومُعتادة.
ويعني هذا أن العطر الذي نستعمله بشكل يومي يتحوّل إلى رائحتنا الخاصة بالنسبة إلى دماغنا. هذا الأمر لا يدلّ على أن عطرنا فقد فعاليته ولكن أن دماغنا اعتاد عليه ولم يعد يقوم بأي مجهود لتحديده.
التعوّد على عطر معيّن يعني بكل بساطة أنه أصبح جزءاً من شخصيتنا وهذا ما يُفسّر أن دماغنا غير قادر على تحديد رائحة معيّنة دون ربطها بصورة أو شعور.
لنتمكّن من شمّ رائحة عطر اعتدنا عليه يمكن أن نُبدّل في طريقة استعماله، فبدل رشّه على نقاط النبض كما نفعل عادةً يمكن أن نبدأ برشّه على الثياب والشعر أو حتى في الهواء قبل أن نعبر في السحابة العطريّة التي يكوّنها.
يمكن أيضاً استعمال أكثر من عطر واحد مع بعض مما يُخفّف من الاعتياد على الرائحة التي يتمّ الحصول عليها، أو أن نستعمل المستحضرات المُكمّلة للعطر التي تجعلنا نختبره بصيغ مُتعدّدة وتُحضّر الدماغ على استكشاف هذه الصيغ الجديدة بدل أن يعتاد على صيغة العطر الأساسيّة.