بخلاف الرواية التي أوردتها ميليشيات الحوثي عن طريقة قتلها للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ظهر #الشيخ_إسماعيل_الجلعي الذي كان آخر من التقى صالح قبيل مقتله بساعات، ليدحض أكاذيبها حول قتله أثناء محاولته الفرار باتجاه مديرية سنحان مسقط رأسه.
والمفارقة أن الجلعي، وهو أمين عام حزب المستقبل ومن الموالين للحوثيين، فضح كذبهم في مقابلة مباشرة على الهواء من #صنعاء، مساء الخميس، بعد أن ظل مصيره غامضا عقب مقتل صالح، ومعرفة الجميع أنه آخر من التقاه، وهو من يعرف الحقيقة حول آخر لحظات الرئيس السابق.
وأكد #الجلعي في بداية المقابلة، أن الرئيس السابق كان مصِّراً على القتال رافضا أن يسلم رقبته للحوثيين، وأنه قتل في المواجهات مع الحوثيين داخل منزله بمنطقة حدة في صنعاء، نافيا صحة الرواية (الحوثية) التي تتحدث عن مقتله خارج المنزل، وقال "كان محاصرا داخل أسوار منزله التي لم تتجاوز 500 متر مربع".
وأوضح الجعلي أنه قام بوساطة ذاتية بين الطرفين من أجل إيقاف المواجهات، وذهب إلى منزل #صالح قبل يوم من مقتله، لكنه لم يتجرأ، وفق تعبيره، على نقل مطلب #الحوثيين إلى الرئيس السابق، وهو تسليم نفسه، واكتفى بإبلاغه أن سقف مطالبهم مرتفع.
وبحسب الجلعي، فإن الرئيس السابق أبلغه أنه مستعد للموت على أن يسلم نفسه للحوثيين، وهو نفس الكلام الذي سمعه من قائد حمايته طارق صالح، وأمين عام المؤتمر الشعبي عارف الزوكا الذي قال له "إما نعيش بكرامة أو نموت بشرف".
إلا أن كلام الجعلي يبدو أنه أحرج القناة التي كان يطل عبرها والمؤيدة للحوثيين، فقاطعه المذيع وانتقل إلى فاصل إعلاني ليظهر بعده الجلعي بكلام مغاير لما قاله، حيث يُعتقد أنه تلقى تهديدا أو ضغوطا أجبرته على تغيير حديثه.
وأفاد عقب الفاصل أن الحوثي "كان متعاوناً جداً ووافق على بقاء صالح في منزله لكن المؤتمر رفض"، كما تراجع عن تأكيده بأن الرئيس السابق قتل داخل منزله بالقول "لا أعرف تماما أين قتل صالح، وأنا أنقل عن أشخاص قالوا إنهم شهود عيان".
وكانت مصادر في مكتب الجلعي، ذكرت سابقا، أنه كان في مهمة وساطة استغرقت أكثر من 16 ساعة، وغادر منزل صالح قبيل الإعلان عن مقتله بساعة، وذلك بعد رفض صالح مطالب الحوثيين بوضعه تحت الإقامة الجبرية أو تسليم نفسه.
وتتطابق رواية الجلعي الأولى مع ما أكدته مصادر قيادية في حزب المؤتمر عن واقعة مقتل الرئيس السابق، في ظل استماتة حوثية على تشويهه شعبيا عقب دعوته للانتفاضة الشعبية ضدها، وفض الشراكة رسميا معهم، ومواجهتها حتى مقتله.