قال المؤتمر الشعبي العام إن العميد طارق محمد عبد الله صالح ابن أخ الرئيس اليمني الراحل قتل في اشتباكات مع الحوثيين قبل أيام، بينما قالت الأمم المتحدة إن صنعاء شهدت اليوم الثلاثاء هدوءا بعد قتال استمر خمسة أيام.
وقالت رئيسة دائرة المرأة في الحزب حنان حسين على صفحتها بموقع فيسبوك إن علي عبد الله صالح وبقية أفراد الحراسة الموجودة داخل المنزل كانوا قد أقاموا الصلاة على جثمان ابن شقيقه طارق قبل أن يلقى صالح هو الآخر حتفه على يد الحوثيين.
ولم يكن مصير طارق معروفا في أعقاب هجوم شنه الحوثيون في صنعاء ليل الأحد.
كما أكدت القيادية في الحزب أن العقيد محمد محمد عبد الله صالح نجل شقيق صالح تعرض لإصابة بشظايا انفجار صاروخ أسعف على إثرها للمستشفى وبرفقته أحد الضباط قبل أن يتم اختطافهما على يد الحوثيين.
وأوضحت حنان حسين -التي كانت على صلة مقربة من صالح وأولاده- أن الحوثيين قاموا باختطاف مدين نجل صالح والذي كان يرافق والده، بينما لم تتم معرفة مصير صلاح علي عبد الله صالح واللواء محمد عبد الله القوسي.
وكان رئيس ما تُسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة لـ جماعة الحوثي محمد علي الحوثي قد قال في وقت سابق الثلاثاء إن عددا من أبناء الرئيس المخلوع موجودون في المستشفى لتلقي العلاج، ونفى اعتقالهم، غير أنه لم يحدد أي مستشفى يتلقون فيه العلاج أو عددهم.
ونفى الحوثي وجود أي نزعة انتقامية تجاه أنصار الرئيس الراحل، ودعا إلى الوحدة بمواجهة العدوان، في إشارة إلى عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأضاف أن لدى جماعته وثائق رسمية تؤكد أن أبناء زايد (الإمارات) والسعودية هم من حاكوا هذه المؤامرة، في إشارة لانقلاب صالح عليهم، بعد نحو ثلاث سنوات من التحالف.
مسلحو الحوثيين شنوا حملة اعتقالات في صفوف أنصار صالح (رويترز) |
انتفاضة واعتقالات
من ناحية أخرى، قال حزب المؤتمر الشعبي العام إن ما أسماها "الانتفاضة التي أشعلها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في صنعاء لا ينبغي أن تُطفأ".
ودعا الحزب -في بيان- أعضاءه لمواصلة "الانتفاضة" ضد مليشيا الحوثيين والتوحد في صف الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي ودعم الجيش الوطني والمقاومة، مضيفا أن "العدو بات واحدا وهم الحوثيون الذين انقلبوا على الشرعية والجمهورية والوحدة ونتائج مؤتمر الحوار الوطني".
وبعد ساعات من مقتل صالح، شهدت صنعاء حملة اعتقالات في صفوف أنصار حزب المؤتمر الشعبي.
وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي نفذت حملة اختطافات واعتقالات ومداهمات واسعة لمنازل قيادات وكوادر في المؤتمر الشعبي العام بمحافظة المحويت غرب صنعاء.
وأفادت المصادر أن الحوثيين اقتحموا منزل الوكيل المساعد للمحافظة الشيخ حمود شملان، ومنزل الشيخ محمد علي حرمل بمدينة المحويت، وأن هناك تجهيزات تقوم بها المليشيا الحوثية لتفجير العديد من المنازل.
واعتقل الحوثيون أكثر من خمسين قياديا بحزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة المحويت وحدها منذ الليلة الماضية، ولا زالت تبحث عن آخرين.
من جانب آخر، قالت الأمم المتحدة إن صنعاء اتسمت بالهدوء اليوم الثلاثاء بعد قتال استمر خمسة أيام، وأشارت إلى هبوط طائرات تابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر في مطار المدينة.
وقال منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن جيمي مكجولدريك إن المعارك توقفت في شوارع صنعاء بعد 25 ضربة جوية أثناء الليل.
من جهتها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات في صنعاء إلى 234 قتيلا وأربعمئة جريح.